المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد: خدمات متدنية.. إمكانيات متواضعة.. نقائص في الأطباء والممرضين.



تعاني المؤسسات الصحية بجهة سيدي بوزيد العديد من النقائص سواء في ما يتعلق بالتجهيزات أو بأطباء الاختصاص أو حتى في الأعوان والعملة والأكيد أن كل هذه النقائص لها تأثيراتها المباشرة على الخدمات الصحية الموجهة للمواطنين.
«الصباح الأسبوعي» حاولت رصد آراء عدد من الوافدين على المستشفى الجهوي حول الخدمات الصحية المقدمة بالمؤسسة حيث أكد العربي اليوسفي أن المستشفى الجهوي يفتقر للأدوية والتجهيزات... وأشار إلى أن المؤسسة تغيب فيها مظاهر الاحترام سواء من جانب المواطن أو من جانب أعوان الصحة معربا عن أمله في تحسن الخدمات الصحية باعتبار أن المواطنين يفضلون التوجه إلى المستشفى الجهوي لأن خدماته تبقى اقل كلفة من المؤسسات الخاصة.
عن الخدمات المقدمة بالمستشفى حدثنا علي الصغاري مواطنمن سيدي بوزيد قائلا «:هو كل شيء إلا مستشفى فلا يمكن أن يكون كذلك…فالأخطاء الطبية الناتجة عن استهتار وعدم كفاءة فاقت كل الحدود عديد المرضى المصابون بكسور جبرت أعضاؤهم بطريقة خاطئة فاضطرّوا لإعادة كسرها وجبرها في مستشفيات أخرى، والعديد من المرضى الآخرين أعيدت لهم عمليات جراحية لاستخراج ما تبقّى داخلهم من أدوات طبّيّة والأمر لم يعد سرّا…في قسم التوليد…ما يحدث هو إجرام حقيقياستهتار واستخفاف بأرواح البشر

من جهته أكد رمزي الحمداوي الناشط بالمجتمع المدني في جمعية صوت مواطن تونسي أن قطاع الصحة بجهة سيدي بوزيد ظل على حاله أو ربما ازداد سوءا بما أن عدة مشاريع وقعت برمجتها وخصصت لها ميزانيات لم تنطلق بعد وبين أن المستشفى الجهوي يشكو العديد من النقائص سواء في التجهيزات أو في أطباء الاختصاص لذلك كانت الخدمات الصحية متدهورة خاصة بقسم الاستعجالي الذي يتوافد عليه المواطنون من كافة مناطق الجهة باعتبار أن اغلب المستشفيات الأخرى ليس بها أقسام استعجالية.
أما سيف غانمي فقد أوضح أن الخدمات المقدمة بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد هي حسب الإمكانيات المتوفرة وان الأعوان يقومون بالواجب وفق ما هو متاح لهم وهم في حاجة إلى العديد من التجهيزات والى دعم الرصيد البشري.
تردي ظروف العمل بالمستشفى الجهوي بولاية سيدي بوزيد كغيرها من اغلب مستشفيات المناطق الداخلية نتجت عنها خدمات طبية دون انتظارات المرضى تسببت في خلافات بين الطرفين (الإطار الطبي والمواطن أو المريض) تصل أحيانا حد الاعتداء ودفعت بالعديد من الأطباء إلى تقديم استقالاتهم من المؤسسات الصحية العمومية والهجرة إلى الخارج أو العمل في المصحات الخاصة.
الشغور الحاصل في عدد الأطباء بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد جعل الإطار الطبي في مشاكل يومية مع المرضى الذين من حقهم تلقي خدمات صحية جيدة خاصةأمام غياب التجهيزات الطبية اللازمة التي حتى وان وجد القليل منها فإنها تكون في اغلب الأوقات معطلة الامر الذي يجعلنا إما نمدد في مواعيد المرضى أو إرسالهم لإجراء فحوصاتهم الطبية في مخابر التحاليل الخاصة .ورغم زيارة وزير الصحة العمومية الأخير للولاية فان الأوضاع بقيت على حالها.
ارتفاع نسبة الشغور وضعف التجهيزات الطبية وتردي الخدمات الصحية بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد جعل أيضا الإطار الطبي العامل به يطلق صيحة فزع ويوجه نداء استغاثة إلى سلطة الإشراف لتعديل الكفة بين مستشفيات المناطق الداخلية وغيرها من بقية المؤسسات الصحية.
مصادر مسؤولة بإدارة المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد أكدت لنا ان نسبة الشغور في الأطباء بالمستشفى مرتفعة جدا تصل إلى قرابة 75% في جميع الاختصاصات وهو ما يتعارض مع المعايير المحددة من قبل وزارة الصحة.
 بالإضافة إلى أن قسم التوليد بمستشفى الجهة الذي يستقطب سنويا 4 آلاف امرأة تشرف عليه قابلة واحدة او طبيب وحيد والحال انه من المفروض ان يتواجد به ما لا يقل عنه 30 طبيبا وقابلة، الأمر ذاته بالنسبة الى قسم الأطفال الذي شهد منذ فترة استقالة طبيبتين وبالرغم من أهمية هذا القسم الذي يستقطب قرابة 2000 مريض من الأطفال والرضع والذي من المفروض ان يتواجد به ما لا يقل عن 8 أطباء اختصاص موزعين بين العيادات الخارجية وحصص الاستمرار ومتابعة المرضى المقيمين إلا انه لم يقع تعويض الطبيبتين ليبلغ عدد الأطباء العاملين به 3 فقط، الأمر الذي تسبب في مشاكل عديدة خاصة في مسألة حصص الاستمرار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‫معالم‬ لها تاريخ: القصر الأحمر في قرية الإعتزاز معتمدية منزل بوزيان || سيدي_بوزيد يروي أساطير الزمان

صور : الاحتفال باليوم الوطني للباس التقليدي بالسوق الجديد (روضة بيبي لاند)

سيدي بوزيد || منزل بوزيان : عدد من المعطلين عن العمل يغلقون الطريق الوطنية رقم 14