معالم لها تاريخ: القصر الأحمر في قرية الإعتزاز معتمدية منزل بوزيان || سيدي_بوزيد يروي أساطير الزمان
من بين القصور التي مازالت منتصبة في أعالي المناطق الجنوبية لولاية #سيدي_بوزيد وكانت تقوم بوظائف حربية أساسا في مراقبة التحركات العسكرية قديما قصر خليفة الزناتي بالمكناسي وقصر الغريس والقصر الأحمر بمنطقة #الاعتزاز وقصر العقلة في هنشير الغلال وغيرها وعلى الرغم من أهميتها كمواقع أثرية لحضارات تعاقبت على هذا الجزء من الوطن الذي على ما يبدو كان مستقرا لجميع من مروا من هنا فطاب لهم العيش فيه وحلا لهم المقام فبنوا وشيدوا ولعل هذه القصور دليل على ذلك.
ففي شمال منطقة الاعتزاز التي تقع على مسافة 4 كلم من جهة معتمدية #منزل_بوزيان و13 كلم من جهة المكناسي يتربع القصر الأحمر في جزء يرتفع نسبيا عن بقية الأراضي التي تحيط به وتنتشر فيها الزياتين التي تمثل أهم الغراسات التي تتميز بها المنطقة ككل.
والقصر الأحمر هو بناية ضخمة يعود بناؤها إلى العهد الروماني ولم يمح الزمن حمرة البناية التي اتصفت بها لكن هذه البناية قد أثرت فيها الأيادي العابثة فخربتها وأنقصت من قيمتها التاريخية حيث حطمت أجزاء كبيرة من اللوحات الفسيفسائية الموجودة فيها وكسرت البعض من جدرانها فتآكلت واجهات القصر أضف إلى ذلك الحفريات الليلية من قبل عباد الكنوز - الذين كثر الحديث حولهم في السنين الماضية - التي طالت أجزاء كثيرة من القصر وشوهت منظره وأفسدت صورته وزادت الفضلات التي كدسها متساكنو المنطقة حول هذا القصر في تردي المشهد لأن هذا المعلم لم يجد العناية لا من قريب ولا من بعيد لا من قبل الأهالي ولا من قبل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي كانت تخصص لها ميزانية كبيرة جدا يتم صرفها في الولائم والتظاهرات الفارغة.
هذا القصر الأحمر أبى أن يندثر وظل شامخا يطل على كل المناطق المجاورة له رغم ما فعلته فيه كل العوامل الطبيعية والبشرية على مر العصور وهذا ما يبرز قيمة الحضارة التي شيدته وقيمة الحضارات التي حافظت عليه من بعدها من جهة كما يبرز قيمة وأهمية وثراء المكان الذي عمرت فيه هذه الحضارات في السابق على ما يعيشه اليوم من تجاهل ونسيان من جهة ثانية.
تعليقات
إرسال تعليق